تفسير سورة الفرقان (61-77)

{تفسير سورة الفرقان}

{تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا} ( 61 )
(تبارك) اي تنزه وتقدس وقد خلق الله في السماء بروجا والمقصود بها الكواكب السبعة وخلق فيها ايضا شمسا تضيء وقمرا ينير.
{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا} ( 62 )
وهو الذي جعلهما متعاقبان يخلف احدهما الاخر لمن اراد ان يتذكر عظمة الخالق في خلقه او لمن اراد ان يشكر الله على هذه النعمة وهي انه جعل الليل للراحة والنهار للعمل والعبادة.
{وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا} ( 63 )
وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض(هونا) اي بسكينة ووقارولا يردون على الجاهلين ويقولون (سلاما) وتعني ان السلام هو سلام المفارقة.
{وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا} ( 64 )
اي المؤمنين الذين يقضون الليل كله في صلاة القيام دون اي تذمر.
{وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا} ( 65 ) {إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا} ( 66 )
يوجد في هذه الاية صفة من صفات عباد الرحمن وهي الدعاء والتذلل لله تعالى وهم يرجون الله ان يصرف عنهم عذاب جهنم الدائم اللازم لانها بئس المستقر وبئس المقام.
{وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} ( 67 )
ويوجد هنا صفة اخرى من صفات عباد الرحمن وهي التوسط والاعتدال في الانفاق فهم لا يسرفون ولا يقترون فهم ينفقون بحيث ان يكونوا معتدلين في الانفاق.
{وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا} ( 68 ) {يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا} ( 69 ) {إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} ( 70 ) {وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا} ( 71 )
والذين لا يصرفون الدعاء لغير الله تعالى والذين لا يقتلون النفوس التي حرمها الله بغير الحق والذين يصونون فروجهم والذي يفعل ذلك يلق العذاب الشديد من الله تعالى ويخلد في النار الى الابد الا الذين تابوا الى الله تعالى والذين عملوا العمل الصالح لا يكون عليهم عذاب والذين يتوبون الى الله يمحو الله عنهم سيئاتهم ويبدلها بالحسنات والذي يتوب الى الله ويندم على ما فعل وعمل صالحا فانه يرجع الى الله رجوعا صحيحا قويا.
{وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} ( 72 )
اي الذين لا يشهدون الشهادة الكاذبة ولا يحضرون مجالس الزور وقد شبه الله تعالى اللغو بالرجل الكريه الذي يمر بجانبه المؤمنين دون ان يكلموه.
{وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا} ( 73 )
والذين اذا ذكروا بايات القران اكبوا عليها خاشعين سامعين مبصرين.
{وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} ( 74 )
والذين يدعون الله ان يجعل لهم قرة اعين وان يجعلهم موضع سرور لهم والذين يدعون الله بان يجعل لهم قدوة يقتدوا به وان يقودهم الى فعل الخير والعمل الصالح.
{أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلامًا} ( 75 ) {خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا} ( 76 )
(الغرفة) وهي الدرجة الرفيعة وهي اعلى درجات الجنة ويجزيها الله لمن صبر على مشاق الحياة ويرسل الله فيها سلاما للمؤمنين وتدعوا لهم الملائكة بالسلامة من الافات وهم خالدين فيها الى الابد وقد حسنت مستقرا ومقاما.
{قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا} ( 77 )
وهنا يبين الله انه غير مبالي لعبادتهم وانه غني عنها و لكن لولا دعائكم فسوف يكون عذاب التكذيب لازم لكم والمراد ما لزم المشركين يوم بدر وقيل هو عذاب الاخرة.

{المرجع:زبدة التفاسير}

{عمل الطالب:عبدالله محمد أبو خرمة}