المفعول معه

******************************
وهو: الاسم المنصوب بعد واو بمعنى "مع". كما لو قلت: سرت والرصيف. فـ "سرت" فعل وفاعل. "الواو" للمعية. "الرصيفَ" مفعول معه منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. وسُمِّي مفعولاً معه؛ لأنك فعلت السير مع الرصيف، فكأن فيه مصاحبة بينك وبين الرصيف.

وهنا أنبه إلى نقطة ذكرها ابن هشام(1) في "مغني اللبيب"، وهي: أنه لم تأتِ في القرآن آية يتعين أن يكون ما بعد الواو مفعول معه، بل يجوز أن تُعرِب ما بعد الواو مفعولاً معه ويجوز العطف، وقد ذكر هذا أيضًا بطريق أوسع الشيخُ العلامة محمد عبد الخالق عضيمة(2) في كتابه القيم: "دراسات لأسلوب القرآن الكريم". واستعرض آيات كثيرة فيها الذي بعد الواو لا نجزم بأنه مفعول معه، بل يحتمل أنه مفعول معه، ويحتمل أنه معطوف، فمثلاً قول الله -تعالى: ﴿وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُدَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ﴾(3) . فإعراب الطير فيه احتمالان: محتمل أن "الطير" معطوف على "الجبال"، والمعطوف على المنصوب منصوب، ويحتمل أن "الواو" للمعية، و"الطيرَ" مفعول معه منصوب وعلامة نصبه الفتحة، ومنه أيضًا قول الله -تعالى: ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنهُمْ وَالشَّيَاطِينَ﴾(4). فهذه مثل المثال السابق، إما معطوفة أو من باب المفعول معه.

(1) الشيخ جمال الدين أبو محمد الحنبلي النحوي الفاضل، المشهور عبد الله بن يوسف بن أحمد بن عبد الله بن هشام الأنصاري. ولد في ذي العقدة سنة ثمان وسبع مئة. تفقه للشافعي ثم تحنبل. وسمع على أبي حيان ديوان زهير بن أبي سلمى، ولم يلازمه ولا قرأ عليه. تخرج به جماعة من أهل مصر وغيرهم، وانفرد بالفوائد الغريبة، والمباحث الدقيقة، والاستدراكات العجيبة، والتحقيق البارع، والاطلاع المفرط، والاقتدار على التصرف في الكلام، والملكة التي كان يتمكن من التعبير بها عن مقصوده بما يريد، مسهبا وموجزا، مع التواضع والبر والشفقة ودماثة الخلق ورقة القلب. من مؤلفاته: "مغني اللبيب"، و"أوضح المسالك". توفي ليلة الجمعة خامس ذي القعدة سنة إحدى وستين وسبع مئة. انظر: بغية الوعاة (2/ 64 ترجمة 1458)، والبدر الطالع (ص: 440 ترجمة 267).

(2) الشيخ الأزهري الباحث العلامة، اللغوي المحقق، النحوي النحرير، محمد بن عبد الخالق بن علي عضيمة. ولد بطنطا سنة ثمان وعشرين وثلاث مئة وألف. درس في القرية، وحفظ القرآن الكريم، وأتم تعليمه الأوّليّ بها. التحق بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر وتخرج فيها، وكان يحاضر بها صفوة العلماء؛ كالشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد، والشاعر الأديب علي الجارم، والأستاذ المحقق عبد الوهاب عزام. التحق بالدراسات العليا وحصل على الماجيستر، وكانت أطروحته بعنوان "المشترك في كلام العربِ"، ثم الدكتوراه بعنوان "أبو العباسِ المبرّدُ وأثرُه في علومِ العربيةِ" بدرجة ممتاز وكان أول من يحصل على هذه الدرجة. من مؤلفاته الحسان التي لم يسبقه أحد إليها: "دراسات لأسلوب القرآن الكريم"، وتحقيقه لكتاب "المقتضب" للمبرد. توفي سنة أربع وأربع مئة وألف. انظر: تتمة الأعلام (2/ 183)، الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة (3/ 2132 ترجمة 2989).

(3) الأنبياء: 79.

(4) مريم: 68.



*****************************

منقوووووووووووووووووول



http://www.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=1259&node=9248